هل يجوز للمرأة مصافحة الرجال ؟ أو مصافحة أمرأة أخري عندما تحييها ؟

أما عن المرأة للمرأة فلا شيء فيها كمصافحة الرجل للرجل بل إن المصافحة أولي من عدم المصافحة لما فيها من التحية و التقدير و إشاعة المودة و الأمن حيث تستدعي المصافحة الوقوف و المواجهة و القرب و الأحترام .
وأما عن مصافحة المرأة للرجال فإن كانوا من المحارم الذين يحرم عليهم الزواج بهذه المرأة فلا شيء فيها , و إن كانوا من الأجانب الذين يجوز لهم الزواج منها فجمهور العلماء عدم جواز المصافحة لما ورد في بيعة النبي ( ص ) للنساء دون مصافحة . فقد أخرج عبد الرازق و عبد بن حميد و البخاري و الترمذي و أبن المنذر و ابن مروديه عن عائشة أن رسول الله ( ص ) كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الأية " يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك " بايعتك كلاما . و الله مامست يده يد امرأة قط من المبايعات , فأبايعهن إلا بقوله : قد بايعتك علي ذلك و أخرج عبد الرازق وسعيد بن منصور و ابن سعد و أحمد وعبد بن حميد و الترمذي وصححه و النسائي وابن ماجه وابن جرير و ابن المنذر وابن مرزويه عن أميمه بنت رقيقة قالت أتيت النبي ( ص ) في نساء لنبايعه فأخذ علينا ما في القرأن أن لا نشرك بالله شيئا حتي بلغ " ولا يعصينك في معروف " فقال : فيما استطعتن و أطقتن , فقلنا : الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا , يارسول الله ألا تصافحنا ؟ قال إني لا أصافح النساء , إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة ففي الحديث الأول أمران أحدهما أن النبي ( ص ) بايعهن كلاما و الثاني قسم السيدة عائشة رضي الله عنها أنه ما مست يده يد أمرأة قط . وفي الحديث الثاني أمران أيضا الأول أنه بايع النساء كلاما وقال لهن قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة , و الثاني أن أحداهن عرضت عليه المصافحة فأبي وقال إني لا أصافح النساء . ومن مجموع هذه الدلالات تكون المصافحة بين النساء و الرجال غير جائزة لان النبي ( ص ) و هو القدوة - لم يمارسها , وليس في الأية ولا غيرها ما يدل علي خصوصيته بذلك مع أن الأمر جلل وهو البيعة فلو جازت المصافحة في غيرها لكانت فيها أولي لأهميتها , هذا مع نهيه ( ص ) في أحاديث أخري عن المس بين الرجال الأجانب و النساء من مثل قوله : لأن يضرب أحدكم في رأسه بمخيط خير له من أن يمس امرأة لا تحل له .
وما روي من غير ذلك فهو ضعيف فقد روي أنه علية الصلاة و السلام بايع النساء يديه و أيديهن ثوب وكان يشترط عليهن , و قيل : لما فرغ من بيعه الرجال جلس علي الصفا ومعه عمر أسفل منه فجعل يشترط علي النساء البيعة و عمر يصافحهن , وروي أنه كلف امرأة وقفت علي الصفا فبايعهن قال ابن العربي وذلك ضعيف و إنما ينبغي التعويل علي